الاعلام البيئي
صفحة 1 من اصل 1
الاعلام البيئي
بحث حول : الإعلام البيئي
سنة أولى ماجستير
تخصص: اتصال بيئي
السنة الجامعية : 2009- 2010
عنوان البحث : الإعلام البيئي
خطة البحث :
مقدمة
الفصل الأول : الإعلام البيئي : مفهومه ، معاييره و أهدافه
المبحث الأول : مفهوم الإعلام البيئي
المبحث الثاني :معايير و محددات الإعلام البيئي
المبحث الثالث : أهداف الإعلام البيئي
الفصل الثاني : نمادج من الإعلام البيئي
المبحث الأول : الإعلام البيئي الغربي
المبحث الثاني : الإعلام البيئي العربي
المبحث الثالث : الإعلام البيئي الجزائري
خاتمة
المراجع
مقدمة :
تشهد الكرة الأرضية و مازالت تشهد مشاكل بيئية خطيرة أثرت على الإنسان و النبات
و الحيوان ،و قد تفاقمت هده المشاكل البيئية مع تطور الزمن و تحديدا بعد
الثورة الصناعية و التطور التكنولوجي، الأمر الدي دعى إلى ضرورة إيجاد
وسيلة للتعرف و التحسيس بهده المشاكل المتزايدة في التطور.
و يعتبر الإعلام البيئي أحد الوسائل و الطرق الفعالة للتعريف و التعرض
لهده المواضيع البيئية و نقلها للجمهور للتفاعل معها و بناء سلوكات جديدة و
سليمة تجاه البيئة التي يعيش
و يتفاعل معها يوميا.
انطلاقا من هدا التقديم يمكن أن نطرح التساؤل التالي :
ماهو الاعلام البيئي ، وماهي أهدافه ?، و كيف تم توظيف وسائل الاعلام لحماية البيئة .?
الفصل الأول : الإعلام البيئي: مفهومه ، محدداته و أهدافه
المبحث الأول :مفهوم الإعلام البيئي
ظهرمصطلح الإعلام البيئي و أخد هدا المصطلح في التطور المتواتر في التعريف
و المفهوم و الإستخدام مند السبعينات من القرن الماضي فبعدما كان نقلا للخبر البيئي
و الإثارة الصحفية لمزيد من المبيعات ، أصبح له سياسات و خطط ووظف لتحقيق أهداف مختلفة.
و الإعلام البيئي هو أداة تعمل على توضيح المفاهيم البيئية من خلال إحاطة
الجمهورالمتلقي و المستهدف بالرسالة الإعلامية البيئية بكافة الحقائق ،و
المعلومات الموضوعية بما يسهم في تأصيل تنمية البيئة المستديمة ، وتنوير
المستهدفين برأي سديد في الموضوعات و المشكلات البيئية المثارة و المطروحة
.(1)
و هو أيضا إعلام يسلط الضوء على كل المشاكل البيئية من بدايتها و ليس بعد وقوعها ،
و ينقل للجمهور المعرفة و الإهتمام و القلق على بيئته.(2)
و منه يمكن القول بأن الإعلام البيئي يعني "عملية إنشاء و نشر الحقائق
العلمية المتعلقة بالبيئة من خلال وسائل الإعلام بهدف إيجاد درجة من الوعي
البيئي وصولا إلى التنمية المستديمة" .(3)
المبحث الثاني : محددات و معاييرالإعلام البيئي
المحددات الإعلامية في تناول الموضوعات و القضايا البيئية :
يقصد بالمحددات الإعلامية في تناول القضايا البيئية العوامل المتعلقة
بالبناء الموضوعي لوسائل الإعلام و طبيعة عملها ، و مستوى العاملين
بالإعلام من حيث الحرفية و درجة إلمامهم و إدراكهم لقضايا البيئة ، و
مستوى القضية المتوفرة في هده المحددات و تشمل المحددات الإعلامية مايلي :
- الهدف من العملية الإعلامية .
- الجمهور المستهدف .
- الوسيلة الإعلامية المناسبة طبقا لنوع الجمهور المستهدف و هده الدراسة الإعلامية.
- القائم بالإتصال الدي ينبغي أن يتمتع بمصداقية لدى الجمهور .
- توفير المعلومات و الحقائق و الأراء مع ضرورة ربط الموضوعات بالإهتمامات المباشرة للجمهور .
- شكل الرسالة و أسلوب التقديم و أساليب الإقناع المستخدمة طبقا لنوعية الرسالة و طبيعة الجمهور.(4)
<img width="242" height="2">
(1)- عبدالله احمد الشايع عبد العزيز ، الاعلام و دوره في تحقيق الأمن البيئي ، أكادمية نايف للعلوم الأمنية ، 2003 ، ص 18 .
(2)- جمال الدين السيد علي صالح ، الاعلام البيئي بين النظرية و التطبيق ، الاسكندرية ، ص 93 .
(3)- ايمن سليمان مزاهرة ، التربية البيئية ، دار المناهج ، عمان ، 2004 ، ص: 15- 16 .
معايير المعالجة الإعلامية الداعمة لقضايا البيئة :
للإعلام البيئي مجموعة من المعايير و المحددات الأساسية و التي نحصرها فيمايلي :
- الشمول و التكامل في المعالجة و التغطية الإعلامية الخاصة بقضايا البيئة .
- تجنب الإغراق أو التكثيف المباشر لأنه يؤدي إلى درجة من التشبع و إنصراف الجمهور المستهدف .
- الحرص على الدقة و التوازن في عرض القضايا البيئية .
- عرض النمادج الإيجابية و عدم الإكتفاء بالسلبيات فقط .(1)
العوامل التي تؤثر في شكل و نوع المعالجة الإعلامية لقضايا البيئة :
- السياسة الإعلامية الرسمية للدولة و مدى توافقها أو تناقضها مع الممارسات الفعلية لوسائل الإعلام .
- السياسة البيئية العامة للدولة .
- مستوى و نوع الوعي البيئي السائد لدى كل من الجمهور العام و القيادات و صناع القرار و القائمين بعملية الإتصال .
- التربية البيئية العامة و مدى إنتشارها في برامج العام و الجامعي .(2)
متغيرات المعالجة الإعلامية لقضايا البيئة :
تحوي المعالجة الإعلامية لقضايا البيئة على مجموعة من المتغيرات و هي كالتالي :
- الهدف من المعالجة مع وضع أولويات للمعالجة .
- فئات الجمهور المستهدف : النخبة الحاكمة ، النخبة الإستراتيجية ، الجمهور العادي .
- إختيار الوسيلة طبقا للموضوع و القضية المثارة مع تكامل الأدوار بين هده الوسيلة .
- التأثير في القائم بالإتصال من خلال تنمية مستوى وعيه و إدراكه للبيئة .
المبحث الثالث : أهداف الإعلام البيئي
لقد إنتشر مؤخرا مفهوم التنوير البيئي كمطلب لكل مواطن يعيش في هدا العصر،
و دلك حتى يكون مدركا للمشكلات البيئية و أسبابها و وسائل معالجتها ، و
عليه ينبغي تزويد هدا الأخير بالمفاهيم و المهارات و القيم التي تساعده
على دلك .
و هنا كان على وسائل الإعلام أن تؤدي دورها كما ينبغي في عملية التوعية
البيئية ، و لكي نحدد أهداف الإعلام البيئي بدقة ندرج المفاهيم التالية :
- المعرفة (الإدراك) : و يقصد بها المعلومات و المفاهيم التي ينبغي أن
يعرفها الأفراد و الجماعات عن النظم البوفيزيقية ، وكل ما تحويه البيئة
الطبيعية من موارد و علاقات و ما تتعرض له من مشكلات ، و تعتبر وسائل
الإعلام الأكثر فاعلية في نشر الوعي البيئي بين المواطنين على إختلاف
أعمارهم و درجات ثقافتهم و أماكن تواجدهم .(3)
<img width="230" height="2">
(1)- نجيب صعب ، قضايا البيئة ، بيروت ، 1977 ، ص 45 .
(2)- حسين صعب الصحافة البيئية ، دليل المدرب الصحفي ، مطابع الأهرام التجارية ، 2000 ، ص 30 .
(3)- برنامج الامم المتحدة للبيئة المكتب المعتمد لدى المنظمة في تونس ، الاعلام البيئي ، تونس ، 2009 .
و لضمان الإدراك و الفهم الصحيحين للعلاقة التي تربط الإنسان بالبيئة
ينبغي الإهتمام و العناية بقنوات الإتصال و قدرتها على الأداء الجيد في
إيصال المعلومات البيئية .
- تكوين الموقف و القيم ( البعد المهاري ) : و المقصود بها مساعدة الأفرا و
الجماعات على إكتساب مجموعة من مشاعر الإهتمام بالبيئة ، و كدا إكتساب
المهارات المختلفة لتحديد مشكلاتها و كيفية حلها ، و جعل الأفراد و
الجماعات على معرفة بوسائل حماية البيئة .
و تستطيع وسائل الإعلام أن تخلق أنماط جديدة من الإتجاهات الإيجابية لما
لها من دور محوري في تنمية المواقف و القيم المختلفة ، إضافة إلى إعداد
جمهور يتقبل تغيير مواقفه وقيمه التقليدية و سلوكياته المضرة بالبيئة و
التأثير فيه من أجل تحسينها .
- المشاركة ( البعد الإنفعالي ) : و هي إتاحة الفرصة للأفراد و الجماعات
للمشاركة الفعالة في كافة المستوايات على حل المشكلات البيئية ، وقد اثبتت
التجارب أن إشراك الناس في
وضع القرارات التي يتعلق بها مستقبلهم أمر ضروري .
و في هدا الصدد ينبغي على وسائل الإعلام أن تخلق قنوات للحوار الإجتماعي
بين المواطنين للوصول إلى القرار المشترك مما يساعد على خلق تيار شعبي
ضاغط على الحكومات عندما يتعلق الأمر بالبيئة .
و لتحقيق استمرارية هدا الحوار يتحتم على وسائل الإعلام تخصيص مجال مفتوح
لطرح أراء و أفكار و مقترحات الجمهور المهتم بالبيئة ، و نقل مشكلات
بيئتهم إلى الجهات البحثية و التنفيدية و متخدي القرار . (1)
<img width="206" height="2">
(1)- جمال الدين صالح و على السيد ، الاعلام البيئي ، مركز الاسكندرية ، مصر ، 2003 ، ص : 50، 51 .
الفصل الثاني : نمادج و أنماط من الإعلام البيئي
الإعلام البيئي الغربي المبحث الأول :
لقد كان الإعلام الغربي سباقا لتبني قضايا حماية البيئة ، سواءا في
الصحافة المكتوبة أو الإعلام السمعي البصري ، و هنا يمكن الحديث عن
الإعلام البيئي الأوروبي و الأمريكي :
الإعلام البيئي الأوروبي : لقد كان الإعلام الغربي في بداية التسعينيات
يحرص على تقديم القضايا البيئة التي تخوض غمار الدفاع عنها جماعات السلام
الأخضر، و الخضرفي أوربا على نحو مضحك في تعبير بريء، بحيث تبدو هده
الجماعات و كأنها تخوض صراعا ترفيا لايستحق كل هدا العناء ، لكن الأمر لم
يدم طويلا على هدا النحو ، فمع زوال المعسكر الشيوعي و ظهور كتلة مهمة من
ممثلي البيئة و التنمية المستديمة في البرلمان الأوروبي ، و رفض الولايات
المتحدة الأمريكية التوقيع على بروتوكول كيوتو و إزدياد درجة حرارة الأرض و
تفاقم ثقب الأوزون و بروز مخاطر دوبان الجليد ، بدأ اهتمام وسائل الإعلام
الأوروبية بالقضايا البيئية على نحو أكثر جدية و شفافية .
و هنا ظهرت تخصصات عديدة في مجالات البيئة كالإقتصاد البيئي ، الزراعة أو
الصناعة الصديقة للبيئة ، السياحة البيئية ، حقوق الإنسان دات المنشأ
البيئي ،...إلخ من التخصصات .
الإعلام البيئي في الولايات المتحدة الأمريكية : لقد تناول الإعلام
الأمريكي الموضوعات البيئية و لكن لم يكن بشكل مكثف ، فخلال فترة رئاسة
"تيودور روزفلت" اهتمت الصحافة الأمريكية بحماية البيئة ، لأنه كان يولي
اهتماما كبيرا بقضية المحافظة على الموارد الطبيعية و لكن لم يكن هناك قلق
معين حول حالة الأرٍض و الغلاف الجوي حتى في فترة ما بعد الحرب العالمية
الثانية ، و قد كان كتاب " الربيع الصامت " لمؤلفته " رشيل كارسون " في
الستينات هو الدي لفت الأنظار إلى تأثير المبيدات على الحيوانات ، و نتيجة
للجدل الدي دار حول هدا الكتاب على المستوى القومي أصبح هناك تيار شعبي
ضاغط مهتم بحماية البيئة ، مما دفع الكونغرس الأمريكي لإصدار قانون
السياسة الوطنية للبيئة عام 1969 .
و قد تم تأليف كتب و مقالات في علم البيئة و شؤون المجتمع ، و بدأت تظهر صحف
و مجلات مهتمة بالبيئة ، و كان التركيز الإعلامي في الفترة مابين (1960-
1965 ) على المناطق الصناعية ، ثم المبيدات في الفترة (1972- 1975) .
و بحلول عام 1970 كانت كل مجلة و جريدة دات طابع عام في الولايات المتحدة
الأمريكية تحوي فعليا إشارة ما إلى البيئة ، كما أن مجلات مشهورة مثل :
التايم ، نيوزويك ، لايف ، ريدرز دايجست ، بيزنس ويك ، قد خصصت مقالات
رئيسية و أعداد خاصة حول البيئة .
المبحث الثاني : الإعلام البيئي في الوطن العربي
يعتبر الإعلام البيئي ظاهرة حديثة نسبيا ضمن أنواع الإعلام العربي ، فخلال
العقود الثلاثة الماضية تم التعامل مع القضايا البيئية بشكل سطحي ، لكن
المؤشرات تتجه نحو الإيجابية ، إد إزداد الإهتمام أخيرا بمواضيع حماية
البيئة و التنمية المستديمة في الدول النامية التي تشهد نموا اقتصاديا و
اجتماعيا .
و هنا يمكن أن نستعرض الإعلام البيئي في تونس و الإمارات المتحدة ، أين أمكن فيها رصد متابعات إعلامية بيئية .
الإعلام البيئي في تونس :
شهد اهتمام وسائل الإعلام التونسية بموضوع البيئة نموا ملحوظا في السنوات
الأخيرة ، خاصة بعد أن أصبحت تونس البلد العربي الأول الدي دمج التنمية في
اسم وزارة البيئة أصبحت " وزارة البيئة و التنمية المستديمة " .
و تركز الصحافة التونسية في تغطيتها للمواضيع البيئية على الخبر و الوصف و
التوعية في حين يقل اهتمامها بالتحليل و التحقيق الإستقصائي ، و هي في
العام تعكس توجهات وزارة البيئة و التنمية المستديمة .
حيث نجد في الصحافة المكتوبة جريدة " الصحافة " اليومية و هي تخصص صفحة
دورية للبيئة ، أما " الصباح " و "الحرية " بالعربية و " لوتان " و "بريس "
بالفرنسية ، فينشرون مواضيع متواصلة عن شؤون البيئة .
في حين نجد أن الإداعة التونسية الوطنية تخصص برامج اسبوعية ثابتة ، و
تعرض الإداعة الوطنية و إداعة الشباب برنامجين بيئيين كل اسبوع ، و تعرض
قناة تونس 7 التلفزيونية برنامجا اسبوعيا علميا بعنوان " أسرار الطبيعة "
مدته نصف ساعة ، إضافة إلى برنامج " الكاميرا تتجول " ، و تعرض " القناة
21 " برنامجا اسبوعيا تحت عنوان "دائما خضراء" و" قناة هنبعل " برنامجا
وثائقيا اسبوعيا .
الإعلام البيئي في الإمارات المتحدة :
تكاد تكون البيئة موضوعا يوميا في وسائل الإعلام الإماراتية ، و تشكل
وكالة أنباء الإمارات المصدر الأساسي لأخبار المؤسسات البيئية الحكومية ، و
الإهتمام بالبيئة
و الطبيعة في صحافة الإمارات المتحدة يحمل بصمة رئيس الدولة الراحل الشيخ
زايد بن سلطان آل نهيان الدي كان يعشق الطبيعة ، لهدا احتلت البيئة في
حالات متعددة صدر الصفحات الأولى ، ففي الصحافة المكتوبة نجد " الخليج "
التي تخصص صفحة أسبوعية للبيئة ، و كانت جريدة " الإتحاد " الحكومية و
جريدة " البيان " اللتان تصدران في أبو ظبي و دبي نتشران مواضيع و تحقيقات
عن مشاكل بيئية تواجه الإمارات .
في حين نجد التغطية التلفزيونية و الإداعية محصورة بأخبار المناسبات و بعض التحقيقات عن الطبيعة و الحيوانات البرية . (1)
<img width="218" height="2">
(1) – سهام سلامي ، أمينة كسيرة ، الاعلام و التوعية البيئية ، شهادة ليسانس علوم الاعلام و الاتصال ، الجزائر ، 2009 .
المبحث الثالث :الإعلام البيئي في الجزائر
إن ولادة الإعلام البيئي في الجزائر تعد ظاهرة حديثة في الإعلام الوطني ،
لدا كانت الكتابات حول البيئة بسيطة و غير مكثفة هدا من جهة ، ومن جهة
أخرى نجد أن الجزائر لم تظهر فيها مشاكل بيئية خطير في السابق تستدعي
تكثيف الجهود الإعلامية لخدمة القضايا البيئية ، و لكن مع تطورالصناعة و
إزدياد السكان و إنتشار النفايات بأنواعها و كدا إزدياد عدد السيارات و هو
الأمر الدي أدى إلى تلوث الهواء و ظهور ظاهرة إنجراف التربة
و التصحر ، كل هده المشاكل تتطلب معالجة حقيقية واقعية و موضوعية دقيقة من
قبل وسائل الإعلام باختلاف أنواعها ، سواء المكتوبة أو المسموعة والمرئية
.
لقد تطرق عدد من المؤلفين أمثال :" سوندمان " (1974) في كتابه ' التربية
البيئية ' إلى أهمية وسائل الإعلام و دورها الوظيفي في التوعية البيئية ،
من حيث نقل المعرفة
و المهارات للجماهير .
من هدا المنطلق يمكننا أن نتعرف على كيفية توظيف وسائل الإعلام في الجزائر
لمعالجة القضايا البيئية المطروحة ، و لتحقيق دورها و وظيفتها الأساسية و
هي التوعية و التربية البيئية ، ودلك من خلال مختلف أنواعها سواءا
الصحافة المكتوبة أو السمعية البصرية المتمثلة في الإداعة و التلفزيون .
علينا أن نقر أولا بأن هناك نقص في ترسانة المؤسسات الإعلامية الجزائرية
مقارنة بباقي الدول المغربية و العربية ، لكن رغم هدا القصور في المؤسسات
إلا أننا نلمس أن هناك جهود و تجارب اعلامية لتغطية و معالجة القضايا
البيئية .
الصحافة المكتوبة : نجد هناك جريدة" الوطن" التي تصدر بالفرنسية ، و التي
تعتبر مثالا يقتدى به لإهتمامها بالقضايا البيئية من خلال التغطيات
المستمرة و المعمقة خاصة تلك المرتبطة بالمعاهدات و المؤتمرات الدولية ، و
كدلك من خلال تخصيصها لمساحات و دائمة خاصة بالقضايا البيئية ، و نجد
أيضا جريدة" الخبر" التي تعمل على تغطية نشاطات وزارة تهيئة الإقليم
والبيئة والسياحة ، إضافة إلى التحقيقات البيئية التي يتولاها الصحفي
"كريم كالي " و هي عبارة عن تحقيقات ميدانية عن تلوث الساحل بمياه الصرف
غير المعالجة
و فضلات السفن و استنزاف الثروة الغابية .
هناك أيضا جريدتي " الصباح " و "الشروق " ، فلأولى تخصص صفحة أسبوعية
للبيئة تركزفيها على المعلومات المبسطة الهادفة إلى التوعية البيئية .
إضافة إلى هده الجرائد نجد بعض الجرائد التي تخصص في بعض أعدادها صفحات
و تغطيات لمواضيع البيئة و لكن بصورة غير منتظمة و جادة .
الإداعة :
الإداعة الوطنية بمختلف إداعاتها الجهوية عبر التراب الوطني و قنواتها
الأخرى ، تلعب دورا توظيف وسائلها لمعالجة القضايا البيئية و نشر الوعي و
التربية البيئية .
ففي عام 1999 ظهر برنامجان اداعيان متخصصان بالبيئة في الجزائر على المستويين (1)
<img width="218" height="2">
(1) – جميلة قاسمي ، الاتصال الداخلي و الخارجي بوزارة تهيئة الاقليم و
البيئة ، شهادة ليسانس علوم الاعلام و الاتصال ، الجزائر ، 2004 .
الوطني و المحلي ، ففي القناة الأولى قدم "احمد ملحة " برنامجا بعنوان
"البيئة و المحيط " مدته خمسون (50) دقيقة ، وقد فتح البرنامج ملفات ساخنة
منها تلوث الشواطىء و المياه بالنفايات الصلبة ، التصحر و مياه الصرف ،ثم
انتقل إلى قناة البهجة حيث ينشط الأن فقرة إرشادات فلاحية .
و على مستوى الإداعات المحلية نجد القناة المحلية في الجنوب برنامجا
إداعيا بعنوان "العالم الأخضر " تعده و تقدمه الصحفية " فتيحة الشرع "
مدته خمسة و خمسون دقيقة (55 د) ثم تحولت مؤخرا إلى القناة الأولى لتقدم
برنامجا أسبوعيا بيئيا بعنوان " رهانات بيئية" .
و في بداية 2004 بدأت الإداعة الثقافية في بث برنامج اسبوعي بعنوان
"البيئة و الحياة " يقدمه" بدرالدين داسة " يركز على المحميات و التنوع
البيولوجي و التلوث .
القناة الثالثة لها برنامج اسبوعي كل يوم الأربعاء على الساعة 10.00 عنوانه "أربعاء البيئة"
التلفزيون : يخصص التلفزيون الجزائري برنامجا في شكل فقرة إرشادات فلاحية يعده
و يقدمه " احمد ملحة " .
إضافة إلى برنامج حول البيئة بعنوان " البيئة والمجتمع " يهتم بالمواضيع
دات الصلة بالمشاكل البيئية و تأثيرها على المواطنين من خلال التحقيقات
الميدانية ، و إستجواب المواطنين الدين يوجدون في واجهة هده المشكلات
البيئية ، و قبل هدا البرنامج كان هناك برنامج تحت عنوان " الإنسان و
البيئة ".
خاتمة :
من خلال ما تم تقديمه في هدا الموضوع يمكن أن نخلص في نهاية هدا البحث
كخاتمة تتمثل في بعض الإقتراحات و التوصيات لتحسين و تفعيل دور الإعلام
البيئي ، نلخصها فيمايلي :
- تكوين صحفيين متخصصين في مجال البيئة .
- تنظيم حملات اعلامية بيئية للمواضيع الهامة الطارئة أو دات الأولوية بالتعاون مع الجهات المعنية .
- التعاون مع الجمعيات غير الحكومية دات الصلة بالشأن البيئي .
- تعزيز دور الإعلام البيئي ليكون مشاركا على نحو فعال .
- تشجيع التواصل بين الإعلاميين البيئيين مع الخبراء و المتخصصين و المهتمين .
قائمة المراجع:
الكتب :
- جمال الدين صالح و علي السيد : الإعلام البيئي ، مركز الإسكندرية ، مصر ، 2003 .
- جمال الدين السيد علي صالح ، الاعلام البيئي بين النظرية و التطبيق ، الاسكندرية .
- حسين رجب : الصحافة البيئية ، دليل المدرب الصحفي ، مطابع الأهرام التجارية ،2000
- نجيب صعب : قضايا البيئة ، بيروت ، 1977
- برنامج الأمم المتحدة للبيئة : الإعلام البيئي ، تونس ، 1987 .
المدكرات :
- أمينة كسيرة ، سهام سلامي : الإعلام و التوعية البيئية ، شهادة ليسانس علوم الإعلام و الإتصال ، الجزائر ، 2009 .
- جميلة قاسمي : الإتصال الداخلي و الخارجي بوزارة تهيئة الإقليم و البيئة
، شهادة ليسانس علوم الإعلام و الإتصال ، الجزائر ، 2004 .
سنة أولى ماجستير
تخصص: اتصال بيئي
السنة الجامعية : 2009- 2010
عنوان البحث : الإعلام البيئي
خطة البحث :
مقدمة
الفصل الأول : الإعلام البيئي : مفهومه ، معاييره و أهدافه
المبحث الأول : مفهوم الإعلام البيئي
المبحث الثاني :معايير و محددات الإعلام البيئي
المبحث الثالث : أهداف الإعلام البيئي
الفصل الثاني : نمادج من الإعلام البيئي
المبحث الأول : الإعلام البيئي الغربي
المبحث الثاني : الإعلام البيئي العربي
المبحث الثالث : الإعلام البيئي الجزائري
خاتمة
المراجع
مقدمة :
تشهد الكرة الأرضية و مازالت تشهد مشاكل بيئية خطيرة أثرت على الإنسان و النبات
و الحيوان ،و قد تفاقمت هده المشاكل البيئية مع تطور الزمن و تحديدا بعد
الثورة الصناعية و التطور التكنولوجي، الأمر الدي دعى إلى ضرورة إيجاد
وسيلة للتعرف و التحسيس بهده المشاكل المتزايدة في التطور.
و يعتبر الإعلام البيئي أحد الوسائل و الطرق الفعالة للتعريف و التعرض
لهده المواضيع البيئية و نقلها للجمهور للتفاعل معها و بناء سلوكات جديدة و
سليمة تجاه البيئة التي يعيش
و يتفاعل معها يوميا.
انطلاقا من هدا التقديم يمكن أن نطرح التساؤل التالي :
ماهو الاعلام البيئي ، وماهي أهدافه ?، و كيف تم توظيف وسائل الاعلام لحماية البيئة .?
الفصل الأول : الإعلام البيئي: مفهومه ، محدداته و أهدافه
المبحث الأول :مفهوم الإعلام البيئي
ظهرمصطلح الإعلام البيئي و أخد هدا المصطلح في التطور المتواتر في التعريف
و المفهوم و الإستخدام مند السبعينات من القرن الماضي فبعدما كان نقلا للخبر البيئي
و الإثارة الصحفية لمزيد من المبيعات ، أصبح له سياسات و خطط ووظف لتحقيق أهداف مختلفة.
و الإعلام البيئي هو أداة تعمل على توضيح المفاهيم البيئية من خلال إحاطة
الجمهورالمتلقي و المستهدف بالرسالة الإعلامية البيئية بكافة الحقائق ،و
المعلومات الموضوعية بما يسهم في تأصيل تنمية البيئة المستديمة ، وتنوير
المستهدفين برأي سديد في الموضوعات و المشكلات البيئية المثارة و المطروحة
.(1)
و هو أيضا إعلام يسلط الضوء على كل المشاكل البيئية من بدايتها و ليس بعد وقوعها ،
و ينقل للجمهور المعرفة و الإهتمام و القلق على بيئته.(2)
و منه يمكن القول بأن الإعلام البيئي يعني "عملية إنشاء و نشر الحقائق
العلمية المتعلقة بالبيئة من خلال وسائل الإعلام بهدف إيجاد درجة من الوعي
البيئي وصولا إلى التنمية المستديمة" .(3)
المبحث الثاني : محددات و معاييرالإعلام البيئي
المحددات الإعلامية في تناول الموضوعات و القضايا البيئية :
يقصد بالمحددات الإعلامية في تناول القضايا البيئية العوامل المتعلقة
بالبناء الموضوعي لوسائل الإعلام و طبيعة عملها ، و مستوى العاملين
بالإعلام من حيث الحرفية و درجة إلمامهم و إدراكهم لقضايا البيئة ، و
مستوى القضية المتوفرة في هده المحددات و تشمل المحددات الإعلامية مايلي :
- الهدف من العملية الإعلامية .
- الجمهور المستهدف .
- الوسيلة الإعلامية المناسبة طبقا لنوع الجمهور المستهدف و هده الدراسة الإعلامية.
- القائم بالإتصال الدي ينبغي أن يتمتع بمصداقية لدى الجمهور .
- توفير المعلومات و الحقائق و الأراء مع ضرورة ربط الموضوعات بالإهتمامات المباشرة للجمهور .
- شكل الرسالة و أسلوب التقديم و أساليب الإقناع المستخدمة طبقا لنوعية الرسالة و طبيعة الجمهور.(4)
<img width="242" height="2">
(1)- عبدالله احمد الشايع عبد العزيز ، الاعلام و دوره في تحقيق الأمن البيئي ، أكادمية نايف للعلوم الأمنية ، 2003 ، ص 18 .
(2)- جمال الدين السيد علي صالح ، الاعلام البيئي بين النظرية و التطبيق ، الاسكندرية ، ص 93 .
(3)- ايمن سليمان مزاهرة ، التربية البيئية ، دار المناهج ، عمان ، 2004 ، ص: 15- 16 .
معايير المعالجة الإعلامية الداعمة لقضايا البيئة :
للإعلام البيئي مجموعة من المعايير و المحددات الأساسية و التي نحصرها فيمايلي :
- الشمول و التكامل في المعالجة و التغطية الإعلامية الخاصة بقضايا البيئة .
- تجنب الإغراق أو التكثيف المباشر لأنه يؤدي إلى درجة من التشبع و إنصراف الجمهور المستهدف .
- الحرص على الدقة و التوازن في عرض القضايا البيئية .
- عرض النمادج الإيجابية و عدم الإكتفاء بالسلبيات فقط .(1)
العوامل التي تؤثر في شكل و نوع المعالجة الإعلامية لقضايا البيئة :
- السياسة الإعلامية الرسمية للدولة و مدى توافقها أو تناقضها مع الممارسات الفعلية لوسائل الإعلام .
- السياسة البيئية العامة للدولة .
- مستوى و نوع الوعي البيئي السائد لدى كل من الجمهور العام و القيادات و صناع القرار و القائمين بعملية الإتصال .
- التربية البيئية العامة و مدى إنتشارها في برامج العام و الجامعي .(2)
متغيرات المعالجة الإعلامية لقضايا البيئة :
تحوي المعالجة الإعلامية لقضايا البيئة على مجموعة من المتغيرات و هي كالتالي :
- الهدف من المعالجة مع وضع أولويات للمعالجة .
- فئات الجمهور المستهدف : النخبة الحاكمة ، النخبة الإستراتيجية ، الجمهور العادي .
- إختيار الوسيلة طبقا للموضوع و القضية المثارة مع تكامل الأدوار بين هده الوسيلة .
- التأثير في القائم بالإتصال من خلال تنمية مستوى وعيه و إدراكه للبيئة .
المبحث الثالث : أهداف الإعلام البيئي
لقد إنتشر مؤخرا مفهوم التنوير البيئي كمطلب لكل مواطن يعيش في هدا العصر،
و دلك حتى يكون مدركا للمشكلات البيئية و أسبابها و وسائل معالجتها ، و
عليه ينبغي تزويد هدا الأخير بالمفاهيم و المهارات و القيم التي تساعده
على دلك .
و هنا كان على وسائل الإعلام أن تؤدي دورها كما ينبغي في عملية التوعية
البيئية ، و لكي نحدد أهداف الإعلام البيئي بدقة ندرج المفاهيم التالية :
- المعرفة (الإدراك) : و يقصد بها المعلومات و المفاهيم التي ينبغي أن
يعرفها الأفراد و الجماعات عن النظم البوفيزيقية ، وكل ما تحويه البيئة
الطبيعية من موارد و علاقات و ما تتعرض له من مشكلات ، و تعتبر وسائل
الإعلام الأكثر فاعلية في نشر الوعي البيئي بين المواطنين على إختلاف
أعمارهم و درجات ثقافتهم و أماكن تواجدهم .(3)
<img width="230" height="2">
(1)- نجيب صعب ، قضايا البيئة ، بيروت ، 1977 ، ص 45 .
(2)- حسين صعب الصحافة البيئية ، دليل المدرب الصحفي ، مطابع الأهرام التجارية ، 2000 ، ص 30 .
(3)- برنامج الامم المتحدة للبيئة المكتب المعتمد لدى المنظمة في تونس ، الاعلام البيئي ، تونس ، 2009 .
و لضمان الإدراك و الفهم الصحيحين للعلاقة التي تربط الإنسان بالبيئة
ينبغي الإهتمام و العناية بقنوات الإتصال و قدرتها على الأداء الجيد في
إيصال المعلومات البيئية .
- تكوين الموقف و القيم ( البعد المهاري ) : و المقصود بها مساعدة الأفرا و
الجماعات على إكتساب مجموعة من مشاعر الإهتمام بالبيئة ، و كدا إكتساب
المهارات المختلفة لتحديد مشكلاتها و كيفية حلها ، و جعل الأفراد و
الجماعات على معرفة بوسائل حماية البيئة .
و تستطيع وسائل الإعلام أن تخلق أنماط جديدة من الإتجاهات الإيجابية لما
لها من دور محوري في تنمية المواقف و القيم المختلفة ، إضافة إلى إعداد
جمهور يتقبل تغيير مواقفه وقيمه التقليدية و سلوكياته المضرة بالبيئة و
التأثير فيه من أجل تحسينها .
- المشاركة ( البعد الإنفعالي ) : و هي إتاحة الفرصة للأفراد و الجماعات
للمشاركة الفعالة في كافة المستوايات على حل المشكلات البيئية ، وقد اثبتت
التجارب أن إشراك الناس في
وضع القرارات التي يتعلق بها مستقبلهم أمر ضروري .
و في هدا الصدد ينبغي على وسائل الإعلام أن تخلق قنوات للحوار الإجتماعي
بين المواطنين للوصول إلى القرار المشترك مما يساعد على خلق تيار شعبي
ضاغط على الحكومات عندما يتعلق الأمر بالبيئة .
و لتحقيق استمرارية هدا الحوار يتحتم على وسائل الإعلام تخصيص مجال مفتوح
لطرح أراء و أفكار و مقترحات الجمهور المهتم بالبيئة ، و نقل مشكلات
بيئتهم إلى الجهات البحثية و التنفيدية و متخدي القرار . (1)
<img width="206" height="2">
(1)- جمال الدين صالح و على السيد ، الاعلام البيئي ، مركز الاسكندرية ، مصر ، 2003 ، ص : 50، 51 .
الفصل الثاني : نمادج و أنماط من الإعلام البيئي
الإعلام البيئي الغربي المبحث الأول :
لقد كان الإعلام الغربي سباقا لتبني قضايا حماية البيئة ، سواءا في
الصحافة المكتوبة أو الإعلام السمعي البصري ، و هنا يمكن الحديث عن
الإعلام البيئي الأوروبي و الأمريكي :
الإعلام البيئي الأوروبي : لقد كان الإعلام الغربي في بداية التسعينيات
يحرص على تقديم القضايا البيئة التي تخوض غمار الدفاع عنها جماعات السلام
الأخضر، و الخضرفي أوربا على نحو مضحك في تعبير بريء، بحيث تبدو هده
الجماعات و كأنها تخوض صراعا ترفيا لايستحق كل هدا العناء ، لكن الأمر لم
يدم طويلا على هدا النحو ، فمع زوال المعسكر الشيوعي و ظهور كتلة مهمة من
ممثلي البيئة و التنمية المستديمة في البرلمان الأوروبي ، و رفض الولايات
المتحدة الأمريكية التوقيع على بروتوكول كيوتو و إزدياد درجة حرارة الأرض و
تفاقم ثقب الأوزون و بروز مخاطر دوبان الجليد ، بدأ اهتمام وسائل الإعلام
الأوروبية بالقضايا البيئية على نحو أكثر جدية و شفافية .
و هنا ظهرت تخصصات عديدة في مجالات البيئة كالإقتصاد البيئي ، الزراعة أو
الصناعة الصديقة للبيئة ، السياحة البيئية ، حقوق الإنسان دات المنشأ
البيئي ،...إلخ من التخصصات .
الإعلام البيئي في الولايات المتحدة الأمريكية : لقد تناول الإعلام
الأمريكي الموضوعات البيئية و لكن لم يكن بشكل مكثف ، فخلال فترة رئاسة
"تيودور روزفلت" اهتمت الصحافة الأمريكية بحماية البيئة ، لأنه كان يولي
اهتماما كبيرا بقضية المحافظة على الموارد الطبيعية و لكن لم يكن هناك قلق
معين حول حالة الأرٍض و الغلاف الجوي حتى في فترة ما بعد الحرب العالمية
الثانية ، و قد كان كتاب " الربيع الصامت " لمؤلفته " رشيل كارسون " في
الستينات هو الدي لفت الأنظار إلى تأثير المبيدات على الحيوانات ، و نتيجة
للجدل الدي دار حول هدا الكتاب على المستوى القومي أصبح هناك تيار شعبي
ضاغط مهتم بحماية البيئة ، مما دفع الكونغرس الأمريكي لإصدار قانون
السياسة الوطنية للبيئة عام 1969 .
و قد تم تأليف كتب و مقالات في علم البيئة و شؤون المجتمع ، و بدأت تظهر صحف
و مجلات مهتمة بالبيئة ، و كان التركيز الإعلامي في الفترة مابين (1960-
1965 ) على المناطق الصناعية ، ثم المبيدات في الفترة (1972- 1975) .
و بحلول عام 1970 كانت كل مجلة و جريدة دات طابع عام في الولايات المتحدة
الأمريكية تحوي فعليا إشارة ما إلى البيئة ، كما أن مجلات مشهورة مثل :
التايم ، نيوزويك ، لايف ، ريدرز دايجست ، بيزنس ويك ، قد خصصت مقالات
رئيسية و أعداد خاصة حول البيئة .
المبحث الثاني : الإعلام البيئي في الوطن العربي
يعتبر الإعلام البيئي ظاهرة حديثة نسبيا ضمن أنواع الإعلام العربي ، فخلال
العقود الثلاثة الماضية تم التعامل مع القضايا البيئية بشكل سطحي ، لكن
المؤشرات تتجه نحو الإيجابية ، إد إزداد الإهتمام أخيرا بمواضيع حماية
البيئة و التنمية المستديمة في الدول النامية التي تشهد نموا اقتصاديا و
اجتماعيا .
و هنا يمكن أن نستعرض الإعلام البيئي في تونس و الإمارات المتحدة ، أين أمكن فيها رصد متابعات إعلامية بيئية .
الإعلام البيئي في تونس :
شهد اهتمام وسائل الإعلام التونسية بموضوع البيئة نموا ملحوظا في السنوات
الأخيرة ، خاصة بعد أن أصبحت تونس البلد العربي الأول الدي دمج التنمية في
اسم وزارة البيئة أصبحت " وزارة البيئة و التنمية المستديمة " .
و تركز الصحافة التونسية في تغطيتها للمواضيع البيئية على الخبر و الوصف و
التوعية في حين يقل اهتمامها بالتحليل و التحقيق الإستقصائي ، و هي في
العام تعكس توجهات وزارة البيئة و التنمية المستديمة .
حيث نجد في الصحافة المكتوبة جريدة " الصحافة " اليومية و هي تخصص صفحة
دورية للبيئة ، أما " الصباح " و "الحرية " بالعربية و " لوتان " و "بريس "
بالفرنسية ، فينشرون مواضيع متواصلة عن شؤون البيئة .
في حين نجد أن الإداعة التونسية الوطنية تخصص برامج اسبوعية ثابتة ، و
تعرض الإداعة الوطنية و إداعة الشباب برنامجين بيئيين كل اسبوع ، و تعرض
قناة تونس 7 التلفزيونية برنامجا اسبوعيا علميا بعنوان " أسرار الطبيعة "
مدته نصف ساعة ، إضافة إلى برنامج " الكاميرا تتجول " ، و تعرض " القناة
21 " برنامجا اسبوعيا تحت عنوان "دائما خضراء" و" قناة هنبعل " برنامجا
وثائقيا اسبوعيا .
الإعلام البيئي في الإمارات المتحدة :
تكاد تكون البيئة موضوعا يوميا في وسائل الإعلام الإماراتية ، و تشكل
وكالة أنباء الإمارات المصدر الأساسي لأخبار المؤسسات البيئية الحكومية ، و
الإهتمام بالبيئة
و الطبيعة في صحافة الإمارات المتحدة يحمل بصمة رئيس الدولة الراحل الشيخ
زايد بن سلطان آل نهيان الدي كان يعشق الطبيعة ، لهدا احتلت البيئة في
حالات متعددة صدر الصفحات الأولى ، ففي الصحافة المكتوبة نجد " الخليج "
التي تخصص صفحة أسبوعية للبيئة ، و كانت جريدة " الإتحاد " الحكومية و
جريدة " البيان " اللتان تصدران في أبو ظبي و دبي نتشران مواضيع و تحقيقات
عن مشاكل بيئية تواجه الإمارات .
في حين نجد التغطية التلفزيونية و الإداعية محصورة بأخبار المناسبات و بعض التحقيقات عن الطبيعة و الحيوانات البرية . (1)
<img width="218" height="2">
(1) – سهام سلامي ، أمينة كسيرة ، الاعلام و التوعية البيئية ، شهادة ليسانس علوم الاعلام و الاتصال ، الجزائر ، 2009 .
المبحث الثالث :الإعلام البيئي في الجزائر
إن ولادة الإعلام البيئي في الجزائر تعد ظاهرة حديثة في الإعلام الوطني ،
لدا كانت الكتابات حول البيئة بسيطة و غير مكثفة هدا من جهة ، ومن جهة
أخرى نجد أن الجزائر لم تظهر فيها مشاكل بيئية خطير في السابق تستدعي
تكثيف الجهود الإعلامية لخدمة القضايا البيئية ، و لكن مع تطورالصناعة و
إزدياد السكان و إنتشار النفايات بأنواعها و كدا إزدياد عدد السيارات و هو
الأمر الدي أدى إلى تلوث الهواء و ظهور ظاهرة إنجراف التربة
و التصحر ، كل هده المشاكل تتطلب معالجة حقيقية واقعية و موضوعية دقيقة من
قبل وسائل الإعلام باختلاف أنواعها ، سواء المكتوبة أو المسموعة والمرئية
.
لقد تطرق عدد من المؤلفين أمثال :" سوندمان " (1974) في كتابه ' التربية
البيئية ' إلى أهمية وسائل الإعلام و دورها الوظيفي في التوعية البيئية ،
من حيث نقل المعرفة
و المهارات للجماهير .
من هدا المنطلق يمكننا أن نتعرف على كيفية توظيف وسائل الإعلام في الجزائر
لمعالجة القضايا البيئية المطروحة ، و لتحقيق دورها و وظيفتها الأساسية و
هي التوعية و التربية البيئية ، ودلك من خلال مختلف أنواعها سواءا
الصحافة المكتوبة أو السمعية البصرية المتمثلة في الإداعة و التلفزيون .
علينا أن نقر أولا بأن هناك نقص في ترسانة المؤسسات الإعلامية الجزائرية
مقارنة بباقي الدول المغربية و العربية ، لكن رغم هدا القصور في المؤسسات
إلا أننا نلمس أن هناك جهود و تجارب اعلامية لتغطية و معالجة القضايا
البيئية .
الصحافة المكتوبة : نجد هناك جريدة" الوطن" التي تصدر بالفرنسية ، و التي
تعتبر مثالا يقتدى به لإهتمامها بالقضايا البيئية من خلال التغطيات
المستمرة و المعمقة خاصة تلك المرتبطة بالمعاهدات و المؤتمرات الدولية ، و
كدلك من خلال تخصيصها لمساحات و دائمة خاصة بالقضايا البيئية ، و نجد
أيضا جريدة" الخبر" التي تعمل على تغطية نشاطات وزارة تهيئة الإقليم
والبيئة والسياحة ، إضافة إلى التحقيقات البيئية التي يتولاها الصحفي
"كريم كالي " و هي عبارة عن تحقيقات ميدانية عن تلوث الساحل بمياه الصرف
غير المعالجة
و فضلات السفن و استنزاف الثروة الغابية .
هناك أيضا جريدتي " الصباح " و "الشروق " ، فلأولى تخصص صفحة أسبوعية
للبيئة تركزفيها على المعلومات المبسطة الهادفة إلى التوعية البيئية .
إضافة إلى هده الجرائد نجد بعض الجرائد التي تخصص في بعض أعدادها صفحات
و تغطيات لمواضيع البيئة و لكن بصورة غير منتظمة و جادة .
الإداعة :
الإداعة الوطنية بمختلف إداعاتها الجهوية عبر التراب الوطني و قنواتها
الأخرى ، تلعب دورا توظيف وسائلها لمعالجة القضايا البيئية و نشر الوعي و
التربية البيئية .
ففي عام 1999 ظهر برنامجان اداعيان متخصصان بالبيئة في الجزائر على المستويين (1)
<img width="218" height="2">
(1) – جميلة قاسمي ، الاتصال الداخلي و الخارجي بوزارة تهيئة الاقليم و
البيئة ، شهادة ليسانس علوم الاعلام و الاتصال ، الجزائر ، 2004 .
الوطني و المحلي ، ففي القناة الأولى قدم "احمد ملحة " برنامجا بعنوان
"البيئة و المحيط " مدته خمسون (50) دقيقة ، وقد فتح البرنامج ملفات ساخنة
منها تلوث الشواطىء و المياه بالنفايات الصلبة ، التصحر و مياه الصرف ،ثم
انتقل إلى قناة البهجة حيث ينشط الأن فقرة إرشادات فلاحية .
و على مستوى الإداعات المحلية نجد القناة المحلية في الجنوب برنامجا
إداعيا بعنوان "العالم الأخضر " تعده و تقدمه الصحفية " فتيحة الشرع "
مدته خمسة و خمسون دقيقة (55 د) ثم تحولت مؤخرا إلى القناة الأولى لتقدم
برنامجا أسبوعيا بيئيا بعنوان " رهانات بيئية" .
و في بداية 2004 بدأت الإداعة الثقافية في بث برنامج اسبوعي بعنوان
"البيئة و الحياة " يقدمه" بدرالدين داسة " يركز على المحميات و التنوع
البيولوجي و التلوث .
القناة الثالثة لها برنامج اسبوعي كل يوم الأربعاء على الساعة 10.00 عنوانه "أربعاء البيئة"
التلفزيون : يخصص التلفزيون الجزائري برنامجا في شكل فقرة إرشادات فلاحية يعده
و يقدمه " احمد ملحة " .
إضافة إلى برنامج حول البيئة بعنوان " البيئة والمجتمع " يهتم بالمواضيع
دات الصلة بالمشاكل البيئية و تأثيرها على المواطنين من خلال التحقيقات
الميدانية ، و إستجواب المواطنين الدين يوجدون في واجهة هده المشكلات
البيئية ، و قبل هدا البرنامج كان هناك برنامج تحت عنوان " الإنسان و
البيئة ".
خاتمة :
من خلال ما تم تقديمه في هدا الموضوع يمكن أن نخلص في نهاية هدا البحث
كخاتمة تتمثل في بعض الإقتراحات و التوصيات لتحسين و تفعيل دور الإعلام
البيئي ، نلخصها فيمايلي :
- تكوين صحفيين متخصصين في مجال البيئة .
- تنظيم حملات اعلامية بيئية للمواضيع الهامة الطارئة أو دات الأولوية بالتعاون مع الجهات المعنية .
- التعاون مع الجمعيات غير الحكومية دات الصلة بالشأن البيئي .
- تعزيز دور الإعلام البيئي ليكون مشاركا على نحو فعال .
- تشجيع التواصل بين الإعلاميين البيئيين مع الخبراء و المتخصصين و المهتمين .
قائمة المراجع:
الكتب :
- جمال الدين صالح و علي السيد : الإعلام البيئي ، مركز الإسكندرية ، مصر ، 2003 .
- جمال الدين السيد علي صالح ، الاعلام البيئي بين النظرية و التطبيق ، الاسكندرية .
- حسين رجب : الصحافة البيئية ، دليل المدرب الصحفي ، مطابع الأهرام التجارية ،2000
- نجيب صعب : قضايا البيئة ، بيروت ، 1977
- برنامج الأمم المتحدة للبيئة : الإعلام البيئي ، تونس ، 1987 .
المدكرات :
- أمينة كسيرة ، سهام سلامي : الإعلام و التوعية البيئية ، شهادة ليسانس علوم الإعلام و الإتصال ، الجزائر ، 2009 .
- جميلة قاسمي : الإتصال الداخلي و الخارجي بوزارة تهيئة الإقليم و البيئة
، شهادة ليسانس علوم الإعلام و الإتصال ، الجزائر ، 2004 .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى